تحليل بروفيلات طلاب الجامعة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وعلاقتها بالإرهاق الرقمي والبخل المعرفي: دراسة بالمنهج المختلط

يشهد السياق التعليمي الجامعي تزايدا ملحوظا في اعتماد الطلاب على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولكن كيف يؤثر هذا الاستخدام على أنماط التفكير، ومستويات الإرهاق الرقمي، والميل إلى البخل المعرفي. يهدف البحث إلى استكشاف العلاقة بين أنماط استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وفقا للتفاعل بين أبعاد هذا الاستخدام (الوعي بالتقنيات، معدل الاستخدام، الاعتمادية، الدوافع والاتجاهات) من جهة، وكل من الإرهاق الرقمي والبخل المعرفي من جهة أخرى، لدى عينة من طلاب جامعة قناة السويس. واعتمد البحث على المنهج المختلط Mixed Methods، حيث طبقت مقاييس كمية مقننة على عينة قوامها (410) طالب وطالبة من كليات مختلفة بجامعة قناة السويس، لقياس المتغيرات الرئيسة، بالإضافة إلى إجراء مقابلات نوعية شبه موجهة مع (8) طلاب يمثلون أربعة بروفيلات مختلفة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي (المستخدم الكثيف/المعتمد، المستكشف/التجريبي، الاستراتيجي/المتزن، المتجنب/التقليدي). وأظهرت نتائج التحليل الكمي وجود فروق ذات دلالة إحصائية في كل من الإرهاق الرقمي والبخل المعرفي تبعا لأنماط الاستخدام، حيث سجّل طلاب بروفيل (نمط) المستخدم الكثيف المعتمد أعلى مستويات من الإرهاق والبخل المعرفي، بينما أظهر طلاب بروفيل المستخدم الاستراتيجي المتزن مستويات أدنى في كلا المتغيرين. كما كشفت نتائج التحليل النوعي عن أن الاستخدام المفرط للأدوات يولد تحديات نفسية ومعرفية وجسدية واجتماعية تعزز المستويات المرتفعة من الإرهاق الرقمي، كما يعكس بشكل واضح مظاهر الميل إلى المعالجة المعرفية السطحية وتجنب بذل الجهد المعرفي، في حين يعزز الاستخدام المتوازن لأدوات الذكاء الاصطناعي من تنظيم الأفكار وتوليد البدائل الإبداعية، والحفاظ على مستويات منخفضة من البخل المعرفي والإرهاق الرقمي.