أصبح أمر مواجهة سلوك التدمير الذاتى فى عصرنا الحاضر ضرورة تربوية فرضتهاالتغيرات الاجتماعية المتسارعة وضغوط الحياة على الفرد ، كما بات أمر استعادة الإنسان لذاته والتصدي لعوامل الانحداربالذات التي تغذيها السلوكيات المنحرفة للنفس البشرية، والوقاية من آثارها السلبية واجب تربوى ، لأن خطورة التدمير للذات تكمن فى شيوع الأسباب المحفزة على ظهوره فى حياتنا المعاصرة، فالفرد يعانى من ضخامة الضغوط فى حياته، كما يعانى من غياب التصالح مع الذات نتيجة الطغيان المادى وافتقاد التوازن الروحى، ومن ثم أصبح الفرد مفتقدا للهوية الذاتيةالتى تدعم استقراره النفسى، والمحفز له على الإيجابية السلوكية وقيامه بمسئولياته.
وتهدف هذه الدراسة إلى بيان مفهوم التدمير الذاتى، وآثاره السلبية على الذات الإنسانية، والأسباب الدافعة لسلوك التدمير الذاتى، وسمات الشخصية المدمرة ذاتيا، ومعرفة أهم مراحل تطور سلوك التدمير الذاتى ، والوقوف على أساليب احتوائه من المنظور التربوى الإسلامى، وكيفية مواجهته والوقاية منه، واتبعت الدراسة المنهج الوصفى التحليلى والمنهج الأصولى، وأشارت النتائج إلى أن التزام المنهج التربوى الإسلامى يمثل أحد الدعائم الرئيسة لحماية الفرد من سلوك التدمير الذاتى، والمحافظة على ذات الإنسان من الانهيار والتدهور، وكشفت الدراسة عن أساليب احتواء سلوك التدميرالذاتى من المنظور التربوى الإسلامى، والتى لها الدور الإيجابى فى كسر حلقة التدمير الذاتى لدى الفرد والتحرر من قيوده وأسبابه، كما كشفت الدراسة عن الدور التربوى الفاعل للمؤسسات التربوية فى التوجيه الفكرى للفرد، وتشكيل عاداته وتقاليده وميوله، والتى تكفل حماية الفرد ووقايته من التدمير الذاتى.