إدارة أزمة العنف المدرسي في التعليم الثانوي بمصر دراسة ميدانية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ الإدارة والتخطيط المساعد - کلية التربية - جامعة الأزهر

2 أستاذ الخدمة الاجتماعية المساعد کلية التربية - جامعة الأزهر

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية إلى إدارة أزمة العنف المدرسي من خلال تقديم مجموعة من الإجراءات والأساليب التي تنفذها المؤسسات التعليمية بالتعليم الثانوي في مصر بصفة مستمرة في المراحل المختلفة لأزمة العنف المدرسي بهدف منع وقوعها ومواجهتها وإزالة الآثار المترتبة عليها داخل وخارج المدرسة.
و استخدم الباحثان المنهج الوصفي باعتباره المنهج الملائم لمثل هذه النوعية من الدراسات لرصد ظاهرة العنف المدرسي بمدارس التعليم الثانوي، والتعرف على أسبابها، ومظاهرها، وکيفية علاجها من خلال مدخل إدارة الأزمة.
ولتحقيق أهداف الدراسة قام الباحثان ببناء أداة الدراسة - الاستبانة - کونها من أکثر الأدوات شيوعا واستخداما في مجال الدراسات المسحية، حيث أن الاستبانة أداة ملاممة للحصول على معلومات وبيانات مرتبطة بواقع معين، ويقدم الاستبيان في شکل "عدد من الأسئلة يطلب الإجابة عنها من قبل عدد من الأفراد المعنيين بموضوع الاستبيان".
وقد اعتمدت الدراسة الحالية على عينة من موجهي ومديري المارس ومعلمي التعليم الثانوي بخمس محافظات هي المنوفية، والقليوبية، والقاهرة، والغربية، واسيوط على النحو التالي: (۰۲) موجه، (۱۱۳) مدير، (۲۱۲) معلم بإحمالي (۳۷۷) فردا
أظهرت الدراسة في إطارها النظري والميداني مجموعة من النتائج من أهمها ما يلي:
ا- أن العنف المدرسي بالتعليم الثانوي هو کل سلوک عدواني يصدر عن الطالب بمدارس التعليم الثانوي ويؤدي إلى إلحاق الضرر والأذى داخل بيئة المدرسة (زملاء ، مدرسين، الأثاث المدرسي) حيث يعد تفريغ لا شعوري لطاقة مکبوتة تتخذ إشکالا وصورا کثيره قد تکون لفظيا أو نفسيا أو ماديا.
٢- أن إدارة الأزمات مجموعة الإجراءات والأساليب التي تنفذها المؤسسة التعليمية بصفة مستمرة في المراحل المختلفة للأزمة بهدف منع وقوعها ومواجهتها وإزالة الآثار المترتبة عليها داخل وخارج المدرسة.
 ٣- تختلف الأزمة باختلاف السبب المؤدي لحدوثها، سواء أکان السبب بشرية أم مادية أم فنيا أم تنظيمية أم اهمالا للتربية الدينية.
4       - تمر الأزمة بعدة مراحل تطورية أهمها:

مرحلة الاحتکاک سواء بين أفراد أو جماعات او قرارات أو آراء او افکار او اساليب داخل المنظمة، أو خارجها، أو بين عناصر من الداخل، و عناصر من الخارج، فيؤدي ذلک إلى المرحلة الثانية .
مرحلة (المواقف الساخنة التي تزيد من حرارة الاختلاف وتعمق الصراع،وتفضي إلى المرحلة الثالثة .
. مرحلة (اشتعال المواقف وزيادة درجة التازم، وتسهم في الوصول إلى

المرحلة الرابعة .

مرحلة (التصادم) التي تتسم بالمزيد من التعقد والتشابک وتبدا الأحداث في

التداعي حتى تصل إلى المرحلة الخامسة .

مرحلة (التدهور التي تتسارع فيها التداعيات السيئة، وتتوالى الأضرار والخسائر، وتقضى إلى المرحلة السادسة .
مرحلة (التخبط التي تتسم بالمزيد من الشائعات، والانفعال، وعشوائية

القرارات وتضاربها، ويسهم ذلک في الانتقال إلى المرحلة السابعة .

مرحلة (التفکک) التي تمثل تجسيدا لتأثيرات الأزمة واضرارها، وتداعياتها السلبية، والتي تتطلب بعده نوعا من التأمل والتدبر فيما حدث، وربما يمثل ذلک الانتقال إلى المرحلة الثامنة .
(إعادة النظر) لتقويم الأوضاع التي خلفتها المرحلة السابقة، والخروج

بمجموعة أفکار وقرارات جديدة تستهدف الوصول بالمنظمة إلى المرحلة التاسعة .
    

(وضع أهداف بديلة) يتم في ضوئها إعادة البناء مستفيدين من الخبرات السابقة سواء کانت سلبية أو ايجابية، ومستهدفين في النهاية إحداث وتحقيق محتوي المرحلة العاشرة والأخيرة وهي مرحلة (التطوير).

 5- تعتبر إدارة المدرسة الجهة المسئولة فنية وإداريا عن تحقيق وتنفيذ السياسة التعليمية للدولة وبالتالي يتوقف على نجاحها تحقيق القيمة الحقيقية للتربية والتعليم.
6- ضرورة امتلاک إدارة المدرسة القدرة على التنبؤ بازمات العنف المدرسي المحتملة الحدوث، وان يکون لديها مهارات التحليل والتعرف على المتغيرات البيئية المحيطة ، وکذلک نقاط الضعف والقوة في المدرسة، والقدرة على اتخاذ القرارات تحت ض غط ومتطلبات إدارة أزمة العنف المدرسي ، وکيفية الاستفادة مما حدث، حتى لا تتکرر مرة أخرى
 ۷- هناک أساليب عديدة ومتنوعة لإدارة الأزمات داخل المؤسسات المختلفة، والإدارة الناجحة هي التي تمتلک القدرة على اختيار الأسلوب المناسب والأمثل لمواجهة الأزمة التي تمر بها، والتي تتوافق مع طبيعة المؤسسة ومناخها من جهة، ومع حجم الأزمة من جهة أخرى، ومن هذه الأساليب : أسلوب الإدارة العلمية، اسلوب بحوث العمليات ، أسلوب فريق عمل إدارة الأزمات، أسلوب الإدارة بالتفويض ، أسلوب الإدارة بالمشارکة
۸- أن من أهم عوامل النجاح في التعامل مع أزمة العنف بالمدرسة الثانوية وإدارتها ان يکون قائد فريق إدارة الأزمة واعضاء الفريق علي قدر مناسب من الإلمام باساليب إدارة الأزمة ومتطلباتها لما لها من دور مهم وفعال في المساعدة على التخطيط للازمة ومواجهتها وکذلک لما لها من أهمية في تطوير أداء فريق إدارة الأزمة وتنمية قدراته في استخدام افضل الأساليب لمواجهة الأزمات بشکل عام وأزمة العنف بشکل خاص.
 9- إجماع معظم أفراد العينة بدرجة کبيرة على أن أسباب العنف المدرسي تکمن في :
- الشعور بالاکتئاب والخوف والتربية الأسرية غير السوية والمسکن في الأحياء العشوائية .
 - إهمال التربية الدينية والإعلام غير الهادف .
- غياب دور کل من مجالس الاباء والمعلمين والأخصائي الاجتماعي
والنفسي .
- غياب مهام الإدارة المدرسية والتخطيط لمواجهة ظاهرة العنف
المدرسي

الكلمات الرئيسية