من شواهد النحو القياسية في صحيح البخاري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مشارک بکلية التربية للبنات بجدة

المستخلص

  لم يحظ الاستشهاد بالحديث النبوي الشريف بالقدح المعلى بن شواهد النحو ومصادره، على تفاوت واضح بين القدماء في ذلک، وقلة الاستشهاد بالحديث النبوي أو الازورار عنه مسألة بالغة الأهمية وعظيمة الأثر، ومدعاة التساؤل، وجديرة بالبحث والدراسة و النقاش.
لاسيما أن الحديث الشريف بالغ الذروة في الفصاحة والبيان بعد القرآن الکريم، کما أنه المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، فمن الخطأ الجسيم إقصاؤه عن دائرة الاحتجاج والاستشهاد في النحو، مع عظم منزلته وسمو مکانته
وقد قامت دراسات عميقة وجادة في هذا الميدان، ولکنها کانت تدور حول ضرورة الاستشهاد بالحديث، أو إيجاد أوجه نحوية للأحاديث التي ترى في نظر بعضهم خارجة عن القواعد النحوية، مع لهج الجميع من المحدثين بضرورة الاستشهاد بالحديث، والاعتداد به في إقرار المسائل النحوية.
لذا فقد شعرت عن ساعد الجد وعزمت على خطوة عملية تطبيقية، وهي تحويل النداءات المتکررة للاستشهاد بالحديث الشريف إلى حقيقة قائمة وواقع ملموس.
فشرعت في جميع الأحاديث المشتملة على شواهد النحو القياسية من . کتاب (صحيح البخاري ) الإسماعيل بن محمد الجعفي البخاري المتوفي سنة256ه، وهو المعروف بدقته في التوثيق وشدته في التحري وعلوه في الضبط. وقد تم ترتيب تلک الشواهد على ألفية ابن مالک، وذلک ليتم إدراج إدراجا فعليا في ميدان النحو ودائرة الاستشهاد ، لإعادة الموازين في ق الاستشهاد ووضع الحديث في مکانه الصحيح في الدرس النحوي، تمهيدا للنظرة الجديدة في النحو التي يکون فيها الحديث أصلا في الاحتجاج ورأسا في إثبات قواعد النحو، بما يثري هذه الصناعة أيما إثراء
وقد نأى البحث عن مسائل الخلاف رغبة في الإيجاز، کما اقتصر حرصا على الاختصار على الأحاديث التي قال نصوصها وجملها الرسول صلى الله عليه وسلم، لا حکاية الصحابي عن فعله أو تقريره، مع ذهابنا إلى جواز الاستشهاد بتلک الأحاديث، الفصاحة الصحابة، وإمکانية عد أقوالهم من کلام العرب الفصحاء، لأنهم في زمن الاستشهاد.
وقد وقع البحث في مقدمة ومبحثين وخاتمة، أما المقدمة ففيها ذکر أهمية الموضوع، ودوافعه، وخطة البحث، وأما المبحث الأول فکان بعنوان: (موقف النحاة من الاستشهاد بالحديث النبوي)، وأما المبحث الثاني فعنوانه: (الشواهد النحوية القياسية في صحيح البخاري)، وفيه تم سرد الشواهد النحوية التي اشتمل عليها صحيح البخاري، مرتبة على حسب أبواب النحو في ألفية ابن مالک، وأما الخاتمة فاشتملت على نتائج البحث، ثم فهرس المصادر والمراجع، وفهرس المحتويات
وأمل أن يکون هذا البحث لبنة صالحة في صرح الاستشهاد بالحديث النبوي والدراسات حوله، ودعوة صادقة للباحثين والدارسين لإدخال الأحاديث الصحيحة في ثنايا عرضهم ومناقشاتهم المسائل النحوية، وبثها في مؤلفاتهم ودراساتهم وأبحاثهم، کشواهد تطبيقية لتلکم القواعد، إن فات جعلها تقعيدية، حتى يصير لکل القواعد النحوية شواهد من الحديث النبوي، کما لها شواهد من القرآن والشعر، کما يمکن الرجوع إليها عند موازنة آراء النحاة في المسائل الخلافية، وعدها الفيصل الذي يحتکم إليه في الترجيح.
والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه، کما أرجوأن يسد ثغرة في المکتبة النحوية.

الكلمات الرئيسية