تعليم الظل في المرحلة الثانوية بمصر لتحقيق مبدأ الإنصاف "المراكز الخاصة والمنصات التعليمية نموذجًا"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ مساعد بقسم أصول التربية كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة

2 أستاذ مساعد بقسم التعليم العالي والتعليم المستمر كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة

المستخلص

       مصر من البلاد التي تعيش حالةً من التحول الاجتماعي والاقتصادي المتأثر بالتغيرات العالمية، ومِنْ ثَمَّ تأثر النظام التعليمي بهذه المتغيرات والتي منها ظهور تعليم الظل الذي أصبح متعايشًا ومؤثرًا في النظام التعليمي، وأصبحت الدروس الخصوصية من خلال المراكز الخاصة والمنصات التعليمية عبر الإنترنت ضرورة يلجأ إليها الطلاب، ويقوم بتفعيلها المدرسون، وقد أصبحت هذه المراكز والمنصات بفضل التطور التكنولوجي أكثر شيوعًا لكل من المدرسين الخصوصيين وعائلات الطلاب؛ إلا أن هذا النوع من تعليم الظل لم ينل الاهتمام الكافي في غالبية الدراسات، وبشكل خاص في البيئة المصرية.
      وفي ضوء ذلك يسعى هذا البحث– من خلال التأصيل النظري والدراسة الميدانية– إلى محاولة الكشف عن الكيفية التي من خلالها تكتسب مراكز الدروس الخصوصية والمنصات التعليمية الشرعية الاجتماعية، والاستراتيجيات التي ينتهجها المعلمون في المراكز التعليمية الخاصة والمنصات التعليمية لكسب ثقة الجمهور من الطلاب وأولياء الأمور، وإلى أي مدى يحقق هذا النمط الإنصاف في التعليم بتحليل يأخذ في الاعتبار دوافع جميع أصحاب المصلحة في النظام التعليمي من معلمين وطلاب وأولياء أمور ومسئولين وخبراء وتربويين، اعتمادًا على أكثر من أداة لجمع البيانات، منها أدوات كيفية وأدوات كمية، فتم استخدام الحلقات النقاشية المركزة (المجموعات البؤرية) لجمع البيانات من أولياء الأمور والمعلمين، أما عينة الطلاب فتم جمع البيانات منها باستخدام الاستبانة.
    تعكس نتائج الدراسة الميدانية مباركة الدولة والطلاب وأولياء أمورهم لتعليم الظل والإقبال عليه، فمن جانب أولياء الأمور - وفي ظل غياب دور المدرسة - أصبح تقبلهم وإقبالهم على تعليم الظل حقًّا يمارسونه، ورمزًا للمقاومة تجاه التخبط في القرارات الوزارية، وملاذًا لأبنائهم للحصول على التعليم بعدما غاب دور المدرسة، كما تعكس نتائج الدراسة الميدانية التباينات بين طلاب المدن والأماكن الحضرية وطلاب المراكز والقرى من حيث ضعف مقاومتهم للوضع القائم نتيجة أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ، فأبعاد تحقيق مبدأ الإنصاف تكاد تكون غائبة في ظل ضعف البنية التحتية وعدم قدرة الطلاب في المراكز والقرى على الحصول والوصول إلى الإتاحة الإلكترونية، واتجاه أقرانهم في المدن الكبرى والحضر إلى الاشتراك في المنصات التعليمية لقدرتهم على التكلفة المادية.
 

الكلمات الرئيسية